ثقافة وتعليم

هل الوسادة الهوائية خطرة؟



تُعد الوسادة الهوائية من الأساليب المستخدمة من قِبل قائدي السيارات بغرض الأمان، حيث تعمل الشركات المصنعة للمركبات والسيارات بكافة أنواعها على توفير هذه الوسادة بها، فهي تعمل على منع ارتطام رأس السائق أو الشخص المجاور له في طارة القيادة أو في تابلوه السيارة عندما تصطدم بحادثٍ، مما تحميهم من الإصابة بجروحٍ بالغة الخطر، كما تخفف من حدة الإصابات التي يتعرض إليها قائد السيارة أو ممن معه من ركاب، وسنعرض من خلال فقرات هذا المقال كل ما يتعلق بالوسادة الهوائية، وسنذكر أبرز المخاطر التي قد تنتج عن استخدامها.

فلقد تم تصميم هذه الوسائد بطريقة معينة غرضها حماية السائق عند تعرضه لحادثٍ، حيث تقوم الوسادة بتلقي رأس السائق عند الاصطدام بدلًا من اصطدامها في عجلة القيادة، مما تخفف من حدة الآثار الناجمة عن الحادث، حيث تُفتح الوسادة الهوائية وتنتفخ لآخرها تلقائيًا فور تعرض السيارة لاصطدام عنيف، وبعدها تعود لتنكمش مرة أخرى بعد ملامسة رأس القائد، لكن تبدو هذه الوسادة خطرة في حالة عدم الانكماش مرة أخرى بعد اصطدام الرأس بها، لأن رأس القائد سترتد عنها طوال فترة تعرضه للحادث، مما يصيبه بجروحٍ وإصابات خطيرة لا تُحتمل، كما تحتوي الوسائد الهوائية على مقياس تسارع يتنبأ بأي تغيرات واردة في سرعة السيارة، فعندما يتنبأ بتباطؤ مفاجئ في سرعة السير، سيعطي المقياس أمرًا تلقائيًا بفتح الوسادة الهوائية، ويُرجى التنويه على أنه لا يمكن الاعتماد على الوسادة الهوائية فقط، فهي لا تغني عن استخدام حزام الأمان أيضًا، لكن من التأكيد أنه في حالة الاستخدام الجيد لها تخفف من حدة الإصابات الناتجة عن اصطدام السيارة.

مخاطر استخدام الوسادة الهوائية

على الرغم من أن هذه الوسادة ساعدت في إنقاذ الكثير ممن تعرضون لحوادث صعبة، إلا أنها في بعض الحالات الاستثنائية قد تكون من العوامل الخطرة على قائد السيارة وليس من عوامل الأمان له، ونوضح أبرز المخاطر التي قد تنجم عن استخدام هذه الوسادة من خلال النقاط التالية:

  • قد يُصاب السائق بإصابات وجهية عنيفة، فالوجه أول أجزاء الجسم التي تصطدم بالوسادة الهوائية عند تعرض السيارة لضربة حادة، فقد يؤدي هذا الاصطدام إلى كسر بعض الهياكل العظمية الموجودة بالوجه، كما أن عظام الوجه قد تتحطم وينتج عنها ندوب عميقة الأثر طويلة الأمد، كما أن القوة المفاجئة التي تصدرها الوسادة قد تضرب بعيني السائق مما قد تصيبه بالعمى الدائم أو المؤقت.
  • بعد انفجار الوسادة الهوائية والانتهاء من عملها، تبقى منطقة الصدر معرضة للإصابة، ففي هذه الحالة قد يصطدم جسم السائق إلى الأمام بقوة كبيرة، مما يعرضه إلى الإصابة بكسور في عظام الصدر، أو لحدوث تلف بالأنسجة الرخوة في هذه المنطقة.
  • آلية عمل الوسادة الهوائية قد تقي السائق من خطر الموت، لكن تخلّف وراءها إصابات بالغة الخطورة ومزمنة في الرقبة والعمود الفقري.
  • يعتبر الوجه والذراعين من الأجزاء الأكثر تضررًا من استخدام الوسادة الهوائية، فالسرعة التي تعمل بها الوسادة قد ينتج عنها حروق في الجلد أثناء الحادث.
  • تحتوي الوسادة الهوائية على بعض المواد الكيميائية التي قد تتسبب في تهيج أو الإصابة بنوبة ربو، مما يزيد من خطورة إصابة السائق.
  • قد يؤدي الإصطدام القوي بالوسادة الهوائية إلى حدوث خلل في الدماغ، أو الإصابة بنزيف مما قد يودي بحياة المرء.

وصايا لتجنب مخاطر الوسادة الهوائية

كما عرضنا أعلاه المخاطر التي قد تتسبب بها الوسادة الهوائية، يمكن لأي شخص أن يتفاداها بإتباع بعض التوصيات، نوضح أهم هذه الإرشادات والإحتياطات التي يجب الالتزام بها كالتالي:

  • الابتعاد عن عجلة القيادة بمسافة كافية، فمن أولى قواعد السلامة من مخاطر الوسادة الهوائية هي الجلوس على بعد حوالي عشرة بوصات أي ما يقرب من خمس وعشرين سنتيمتر من محيط انتشار الوسادة الهوائية، وكذلك الابتعاد عن لوحة العدادات.
  • لابد من الانتظام على ارتداء حزام الأمان، فعند تعرض السيارة لحادث سيفادي الحزام جسم ورأس الشخص من الاصطدام، مما يمنعهم من الارتطام بعنف بعجلة القيادة التي تتواجد بها الوسادة الهوائية، حيث يبقي الجسم والرأس بعيدًا بمسافة كافية عن محيط انتشار الوسادة الهوائية.
  • يجب على الوالدين أن يضعوا الأطفال في أماكنهم المخصصة بالسيارة، وأن يتأكدوا من طريقة جلوسهم بطريقة صحيحة خاصةً بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الثامنة.
  • متابعة الأطفال باستمرار أثناء قيادة السيارة، حيث يجب على قائد السيارة أو الوالدين أن يراقبوا أطفالهم من حيث طريقة جلوسهم داخل السيارة، وأن يجنبوهم الجلوس على حافة المقاعد، وأن يصححوا لهم أي أوضاع غير صحيحة في الجلوس، تجنبًا للتعرض لأي إصابات خطرة في حالة التعرض إلى حادث.

وبالإضافة إلى الإحتياطات التي أوصينا بها أعلاه، هناك بعض الأمور التي تساعد في تجنب المشكلات التي تنتج عن استخدام الوسادة الهوائية، فمثلًا يطمح صانعو السيارات إلى تعليم السائقين كيفية استخدام الوسادة الهوائية والتعامل معها بشكل صحيح، فمثلًا يتم إصدار طرازات عديدة من سيارات هوندا سيفيك الحديثة وغيرها من سيارات هوندا مع نظام يحدد وضع كل راكب بالسيارة، يعمل هذا النظام على تحديد الموضع المناسب لكل شخص بالسيارة، بغرض الحد من الإصابات الناجمة عن انتشار الوسادة الهوائية، حيث يمكن لأي شخص اختيار من بين السيارات التي تحتوي على هذا النظام، للحصول على أقصى استفادة من الوسادة الهوائية واجتناب أكبر قدر من مخاطرها.

أوضحنا من خلال هذا المقال آلية عمل الوسادة الهوائية التي توفرها بعض الشركات المصنعة للسيارات كوسيلة من وسائل الأمان للسائقين، كما ذكرنا المخاطر التي قد تتسبب فيها عندما تتعرض السيارة إلى حادث، لكن عرضنا قائمة ببعض الإحتياطات التي لابد من أن يلتزم بها الجميع لتجنب هذه المخاطر، ونأمل للجميع أن تصاحبهم السلامة.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *